7 août 2011
الطبع غلاب و الاصل جلاب
لست خبيرا في التاريخ قديمه وحديثه ولا أدعي لنفسي امتلاك الحقيقة ولو جزءا من الحقيقة لكني أحاول أن أفهم المسائل بوضعها في سياقها الموضوعي أي الواقعي والتاريخي وأسعى لتبسيطها كي يفهمها أمثالي من محدودي المدارك ممن لم تتلوث عقولهم ولا أقلامهم ولوحات مفاتيحهم باغتصاب عقول البسطاء طلائع الثورة بالأمس ووقودها اليوم وربما ضحايا الإستبداد غدا مثلما يفعل رئيسنا الذي لم نرئسه ووزيرنا الأول الذي لم نوزره ورئيس هيئتنا العليا الذي لم نكلفه وبوليسنا الذي ورثناه... حتى لا أطيل عليكم ندخل في صلب الموضوع : البوليس وما أدراك ما البوليس، الضارب جذوره في قلة الأصل... كيف؟ عندما استقلت الدولة التونسية من بين الأجهزة التي وقع الحفاظ عليها هي جهاز الشرطة عكس الجيش الوطني الذي تكون بعد الإستقلال وضم بعضا ممن قاوموا الإستعمار الفرنسي، والشرطة في عهد الإستعمار دورها غير خاف على أحد وهو متابعة كل وطني... لذلك نجد تحذيرا في أمثالنا الشعبية التونسية من مصادقة البوليس ولست أثلب أفرادا بل أحكي عن طبيعة مؤسسة... ورثناها عن الإستعمار بموروثها الموغل في الخيانة وبحكم الرفض الشعبي لطبيعة هذه المؤسسة ظلت الإنتدابات فيها من الفاشلين أو المضطرين بحكم الحاجة والعامل الآخر الذي طبع سلوك البوليس بالعدوانية والسادية هو ظاهرة أطفال بورقيبة التي تعتبر الوقود البشري لهذه المؤسسة وظاهرة أطفال بورقيبة غنية عن التعريف... إذن جهاز البوليس يستحق عناية فائقة لانتشاله من مرض مزمن ومستفحل ويعتبر عنصرا من عناصر وجوده الرئيسية، هذا الجهاز يستدعي حلا جذريا يتمثل في إعادة الهيكلة والتكوين المستمر على احترام الحريات والإجراءات والقوانين هذا على فرض أن رئيسنا قد رأسناه ووزيرنا الأول قد وزرناه ورئيس هيئتنا العليا قد كلفناه وإلى ذلك الحين وجب الإحتياط
